بعد أن تمكنت سوريا من إغلاق العديد من أبواب الفتنة، التي توقع الغربيون
وحلفاؤهم من مخططي "الثورة السورية" المزعومة في الخارج أن بإمكانهم
إثارتها، تم الكشف عن محاولات فرنسية جديدة تجري في الخفاء لإثارة هذه
الفتنة عبر "الخاصرة المسيحية"، بحسب مصطلحات الخطة الفرنسية.
وبعد فشل محاولات تعميم الفوضى كما حصل في مصر وتونس وليبيا، عبر التمويل
والضخ الإعلامي المزيف، سعت الحكومة الفرنسية لحبك خيوط مؤامرة جديدة،
تديرها بشكل خاص وزارة الخارجية الفرنسية- دوائر الأديان مع وزارة الداخلية
الفرنسية. حيث تقوم هذه الجهات بتنظيم لقاءات لعدد من البطاركة والمطارنة
في سوريا ولبنان والشخصيات المسيحية السورية من أجل إقناعهم بإعلان إنفصال
كنائسهم ورعيتهم عن القيادة السورية وكانت المفاجأة هي المواقف الوطنية
التي سمعوها.
فقد رفض رجال الدين المسيحيين السوريين أي موقف من هذا النوع، مؤكدين أن
انتماءهم لسوريا غير قابل للمساومة، وأنهم لايمكن أن يكونوا جسرا لتمرير
الأجندات الخارجية التي تستهدف الوطن وشعبه وقيادته، مؤكدين أنهم جزء من
المشروع الوطني الذي تشكل سوريا رمزه وعنوانه.
ومن الواضح أن هذا المسعى الفرنسي يتم بإشراف شخصي من آلان جوبيه، وزير
الخارجية الفرنسية، العائد من الفريق الدبلوماسي الذي كان تابعا للرئيس
الفرنسي السابق جاك شيراك، والحامل لكل خيبات الشيراكية وأحقادها المتراكمة
منذ 2005 وحتى الآن على سوريا.
وتقول المعلومات أن خطة "الدخول عبر الخاصرة المسيحية" هي فكرة جوبيه
شخصيا، وأنها جاءت بعد الإحباط الشديد الذي اصيبت به الخارجية الفرنسية
وغضبها من رموز "الثورة" في الخارج الذين ساهمت في تمويلهم وتسويقهم
إعلاميا بعد أن أقنعوها بأنهم قادرين على التأثير في الشارع السوري، وإثارة
الخراب فيه.
وتضيف المعلومات أن مناعة مسيحيي سوريا ورفضهم الانسياق وراء المغريات
الفرنسية خلقت حالة من الحيرة مجددا في أروقة الخارجية الفرنسية وصلت
ارتداداتها إلى الإليزيه، ما دفع بالسلطات الفرنسية لتوجيه جهودها للضغط
باتجاه عقوبات أوروبية جديدة على القيادة السورية لـ"محاصرتها دبلوماسيا"
بحسب اعتقادهم.